رجال من حولي ليسوا برجال.. أجسادٌ يملؤها الفراغ والغرابة..
تدعي الرجولة من عدم.
تدعي شيئاً مفقوداً في عصر فقدت فيه كل المفاهيم وقلبت فيه كل الموازين.
زمنٌ يفتخر فيه المرء برجولةٍ ضائعة.. تهوم على وجهها..
رجولةٍ ليس لها معنى..
أليس من العار ان تهدد رجولة عمرٍ بنجاح إمرأة.. بتفوقها وذكائها..
أين كانت رجولتك مختبأة كل هذا الوقت؟
أتظهر فقط عندما تعتريك مشاعر الغيرة والنقص؟ أم أنها تنتظر المرأة المثالية؟ تلك التي ستريك ضعفها ظناً منها أنك بذلك ستجد توازنك مع رجولتك .. ولربما سلامك الداخلي..
أليست أمك التي ولدتك إمرأة؟!
فهل تغار منها هي أيضاً ؟
هل تهتز رجولتك في بريق نجاحها؟ هل ستنقص من وجودك؟
هل عندما ترتبط بمرأةٍ ناجحة سيكون نجاحك معرضاً للخطر؟
لماذا تهددك طموحاتها وتهدد هي استقرارك الداخلي ؟!
تهدد كل ماعرفته وتعرفه من سكون سكن معك عبر الأيام؟
لماذا تضع نفسك في موقف المسيطر الذي يريد السيطرة حتى على حياة من حوله ؟
أهي رجولتك التي اعطتك القدرة على فعل ذلك؟
رجولتك المولودة معك والتي يحددها القدر؟ أم هي تلك التي اكتسبتها من خلال عيشك في مجتمعات عمياء.. لا تعرف للنور سبيلاً..
مجتمعات مخدوعة بمصطلحات لا تمت للإنسانية بشيء.
مجتمعات تخال نفسها وصلت إلى طريق ألحق.. خدعت نفسها بموازين مقلوبة.. موازين تحدت كل ماتعرفه الإنسانية من مصداقية..
فهل أنت يا هذا.. ياذا الرجولة والفحولة بنفسك فخوراً؟!
هل مازلت مؤمنٌ بتفوقك الإنساني على من حولك من نساء لأنهن نساء؟
لأنهن اناث ولدن في المكان الخاطئ من العالم ؟..
ولدن ناقصاتٌ ولك الكمال!
وترعرعت في كنف ظلمك وجرمك وبطشك .. أنت يا هذا..
يا من تدعي الأفضلية..
لا تتخذ من من حولك من نساء أعداء..
فإنك إن نظرت في المرآة لعرفت من هو ذاك العدو..